من مجموعة رشق السكين لمحمدالمخزنجى
2 مشترك
M A S H Y :: ماشى ادب :: قصص وروايات
صفحة 1 من اصل 1
من مجموعة رشق السكين لمحمدالمخزنجى
انقطع التيار فجأة وأنا في الشارع..
سادت الظلمة، وأحسست أنني ـ على غير انتظارـ أنبعث في هذا الليل.
بدأ العالم حولي كأنما وُلِد من جديد في هذه اللحظة. بدا طازجا وأليفا خلال صفاء الظلمة حتى أن هواء الليل قد استحال نسيما يرطب جبهتي، ويملأ صدري بالانتعاش.
شعرت على نحو مفاجئ أنني أفتقد الحياة، أفتقد الحياة حقًّا منذ أمد بعيد، وغشّاني اليقين أنني كنت أحيا سنيني الأخيرة ميتًا على نحو ما.
شعرت بحاجة هائلة للبكاء المحرق، ووددت لو أجري صارخًا ما أستطيع، دون أن يتعرف عليَّ أحد في هذه الظلمة.
لكنني اكتشفت المدى اللانهائي من الراحة في الغناء.
راح صوتي يتعثر، حتى سَلِسَت "الدندنات"، ثم انبثقت في فضاء الروح مقاطع الأغنيات الحلوة البسيطة البعيدة، التي ظننتها ماتت في نفسي من قديم.
أخذ أدائي يشجيني كلما ارتفع صوتي بالغناء، وكنت أتمادى فأشعر كأني أفلت من مراقبةٍ ما، كأني أعتق من شيء يكبِّلني، وأنطلق خفيفًا في رهافة الظلمة، وبراحها.
انتبهت إلى نفسي وقد بلغ شدوي حدَّ ارتفاع الصوت، فسكتُّ متلفتًا، أتحسب استغراب الناس الماضين - كأشباح - في الظلمة حولي.
لكن هنيهة خجلي تحولت إلى دهشة عندما أرهفت السمع، واقفًا في ظلمة الشارع الكبير.
سمعت ما يشبه همهمات خافتة، ثم تبينت النغم في تداخل الأصوات، وكأن أفراد فرقة موسيقية ـمختفية في مكان ماـ يضبطون آلاتهم قبيل ابتداء العزف.
رحت أميز اختلاف الأصوات والأغاني كلما مرت بي أشباح الناس في الظلمة: كل شبح بصوت، وكل صوت بأغنية، وكل الأغاني كانت مفعمة بالشجو والشجن.
عدْتُ أواصل سيري والغناء، وكان صوتي يرتعش، وتروغ الأغاني، كلما أوجست عودة التيار بغتة.
سادت الظلمة، وأحسست أنني ـ على غير انتظارـ أنبعث في هذا الليل.
بدأ العالم حولي كأنما وُلِد من جديد في هذه اللحظة. بدا طازجا وأليفا خلال صفاء الظلمة حتى أن هواء الليل قد استحال نسيما يرطب جبهتي، ويملأ صدري بالانتعاش.
شعرت على نحو مفاجئ أنني أفتقد الحياة، أفتقد الحياة حقًّا منذ أمد بعيد، وغشّاني اليقين أنني كنت أحيا سنيني الأخيرة ميتًا على نحو ما.
شعرت بحاجة هائلة للبكاء المحرق، ووددت لو أجري صارخًا ما أستطيع، دون أن يتعرف عليَّ أحد في هذه الظلمة.
لكنني اكتشفت المدى اللانهائي من الراحة في الغناء.
راح صوتي يتعثر، حتى سَلِسَت "الدندنات"، ثم انبثقت في فضاء الروح مقاطع الأغنيات الحلوة البسيطة البعيدة، التي ظننتها ماتت في نفسي من قديم.
أخذ أدائي يشجيني كلما ارتفع صوتي بالغناء، وكنت أتمادى فأشعر كأني أفلت من مراقبةٍ ما، كأني أعتق من شيء يكبِّلني، وأنطلق خفيفًا في رهافة الظلمة، وبراحها.
انتبهت إلى نفسي وقد بلغ شدوي حدَّ ارتفاع الصوت، فسكتُّ متلفتًا، أتحسب استغراب الناس الماضين - كأشباح - في الظلمة حولي.
لكن هنيهة خجلي تحولت إلى دهشة عندما أرهفت السمع، واقفًا في ظلمة الشارع الكبير.
سمعت ما يشبه همهمات خافتة، ثم تبينت النغم في تداخل الأصوات، وكأن أفراد فرقة موسيقية ـمختفية في مكان ماـ يضبطون آلاتهم قبيل ابتداء العزف.
رحت أميز اختلاف الأصوات والأغاني كلما مرت بي أشباح الناس في الظلمة: كل شبح بصوت، وكل صوت بأغنية، وكل الأغاني كانت مفعمة بالشجو والشجن.
عدْتُ أواصل سيري والغناء، وكان صوتي يرتعش، وتروغ الأغاني، كلما أوجست عودة التيار بغتة.
زهرة البنفسج- زهرة المنتدى
-
عدد الرسائل : 325
العمر : 31
المزاج :
الاوسمة :
الوظائف :
تاريخ التسجيل : 30/07/2008
رد: من مجموعة رشق السكين لمحمدالمخزنجى
جزاك الله خير
دكتور محمد المخزنجي قاص رائع جداً
ويعتبر بعد الدكتور يوسف ادريس في مصر
المنصوره بتنبت مبدعين ولا اروع
دكتور محمد المخزنجي قاص رائع جداً
ويعتبر بعد الدكتور يوسف ادريس في مصر
المنصوره بتنبت مبدعين ولا اروع
M A S H Y :: ماشى ادب :: قصص وروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى