نصيحه في قصيده

هذة نصيحة غالية للغاية من شيخ الأسلام تقى الدين السبكى الكبير وهو أحد ابرز أعلام الفقة الأسلامى عبر العصور المتلاحقة أرجوا ان يكون لها صدى جيد لدى الجميع

والله من وراء القصد وهو يهدى الى سواء السبيل

بنـي لا تهمـل نصيحـتـي الـتـي

أوصيك واسمـع مـن مقالـي ترشـدِ

احفـظ كتـاب الله والسنـن الـتـي

صحَّـت وفقـه الشافـعـي محـمـدِ

واعلم أصـول الفقـه علمـاً محكمـاً

يهديـك للبحـث الصحـيـح الأيــدِ

وتعلـم النحـو الـذي يدنـي الفتـى

من كـل فهـم فـي القـرآن مسـددِ

وخــذ العـلـوم بهـمـة وتفـطـن

وقريـحـةٍ سمـحـاء ذات تـوقــدِ

واستنبـط المكنـون مـن أسرارهـا

وابحث عن المعنـى الأسـد الأرشـدِ

وعليـك أربـاب العلـوم فـلا تكـن

فـي ضبـط مـا يلقـونـه بمفـنـدِ

والـزم كتـابـك دائـمـاً متفهـمـاً

واهجر منامـك فـي طـلاب السـؤددِ

واسلـك سبيـل الشافعـي ومـالـك

وأبـي حنيفـة فـي العلـوم وأحمـدِ

واقصد بعلمـك وجـه ربـك خالصـاً

تظفـر بسبـل الصالحيـن وتهـتـدِ

وتجنـب اللهو الـذي يـزري الفتـى

وذر الخلاعة والمجـون مـع الـردي

واتبع صراط المصطفى فـي كـل مـا

يأتـي بـه مـن كـل أمـر تسـعـدِ

واخش المهيمن وأت ما يدعـو إلـيـ

ـه وانتـه عمـا نـهـي وتـزهـدِ

وعليك بالـورع الصحيـح ولا تحـم

حول الحمـى واقنـت لبـرك واسجـدِ

وصن اللسان عن الخنا واحـم الفـواد

عن الحـرام كـف عـن ظلـم اليـدِ

ومكـارم الأخــلاق طــراً فأتـهـا

مهما استطعت ووجـه ربـك فاقصـدِ

واجعل شعـارك ثـوب زهـد محكـم

واجعل دثـارك ثـوب علـم ترتـدي

وامـلأ فـؤادك مـن معـارف ذاتـه

حتـى تنـال مـن المقـام الأحـمـدِ

واحفـظ سلوكـك لا تــزل فـإنـه

من زل يهـوى فـي الجحيـم ويبعـدِ

وارفـع إلـى الرحمـن كـل ملـمـة

بضـراعـة وتمـسـكـن وتـعـبـدِ

واقطع عن الأسباب قلبـك واصطبـر

واشكـر لمـن أولاك خيـراً واحمـدِ

وطريقـة الشيـخ الجنيـد وصحـبـه

والسالكيـن طريقهـم بـهـم اتـقـدِ

وإذا أتتـك مقـالـة قــد خالـفـت

نـص الكتـاب أو الحديـث المسنـدِ

فقف عند الكتاب ولا تمل عنـه وقـف

متأدبـاً مـع كــل حـبـر أوحــدِ

فلحـوم أهـل العلـم سمـت للجـنـا

ة عليهـمُ فاحـظ لسـانـك وابـعـدِ

واحفـظ فـؤادك أن تبـوح بـسـره

فتظـل مـن محـن الزمـان بمرصـدِ

فالعلـم والأدب الجميـل مـع التقـى

والحلمُ أفضـلُ مـا ارتـداه المرتـدي

هـذي وصيتـي الـتـي أوصيكـهـا

أكـرم بهـا مــن والــدٍ مـتـوددِ

وعليـك منـي ذو الجـلال خليـفـة

فيمـا أؤمـل مـن جميـل المقـصـدِ

فيقيـك كـل النائـبـات ويصطـفـي

لـك مـن لدنـه كـل أمـرٍ مسـعـدِ

ولقد عزمـت علـى الحجـاز لحجـة

تمحو من الآثـام مـا اكتسبـت يـدي

فلقـد جنيـت ومـا أقـول جهـالـة

ولقـد عصـيـتُ بـجـرأةٍ وتعـمـدِ

ولقـد ركبـت هـوى وغبـاً مفرطـاً

ولقـد زللـت ومـا نسيـتُ توعـدي

ولقـد ظلمـت النفـس كـل ظلامـة

فيحـق لـي آتـي مـقـام محـمـدِ

عـل الرسـول برحـمـةٍ وتعـطـفٍ

يستغفـر الرحمـن للقلـب الـصـدي

وعسـى لأجـل المصطفـى وبجهـاه

يرضـى ويرحمنـي لذلـي سـيـدي

فلـو ان خلـق الله إن ظملـوا أتـوا

هـذا الرسـول لكـن أعـذب مـوردِ

ولقـد ظلمـتُ وقـد ظلمـتُ وقــد

ظلمتُ وقد أتيتك يـا كريـم الموعـدِ

فامنـن علـي بتوبـةٍ وامنـن بخـا

تمـة الهـدى وامنـن بفضـل تعمـدِ

إن أنت لم ترحـم فمـن هـو راحـمٌ

أو أنـت لـم تغفـر فمـن للمعتـدي

ومن الـذي يـا سيـدي أرجـو لمـا

عنـدي مـن الأمـر المقيـم المقعـدِ

ما لي سوى تعفير خـدي فـي ثـرى

بلـد النـبـي الهاشـمـي المحـتـدِ

في موطن القدم الشريف ومهبـط الـ

ـوحي الكشريم فيما لـه مـن معهـدِ

بلدٌ عليه من الجلالة والمهابة والسنـا

نـور يـضـي لمهـتـم أو منـجـدِ

بلـد حـوى كـل المكـارم والمناقـب

والمحـامـد والـعـلا والـســؤددِ

بلد لـه فـي الخافقيـن علـى العـلا

شـرفٌ منيـفٌ فـوق سعـد الأسعـدِ

بـلـدٌ إذا شــاء الـدنـو لأجلـنـا

يدنـو إلـى فـوق السمـاك لمهـتـدِ

بـلـد لــه ولأهـلـه ولصحبـهـم

عنـد الملـك الحـق أصـدق مقعـدِ

بلـد بـه جـذب القـلـوب مـوكـل

فلتـوبـةٍ يشـتـاق كــل مـوحـدِ

بلـد بـه خيـر الأنـام وأشـرف الـ

ـرسل الكرام وذو المفاخر فـي غـدِ

بلـد الهـدى فبهـديـه وبضـوئـه

كـل البريـة تستـضـيء وتقـتـدي

بلـد بـه أزكـى البقـاع وخيـرهـا

جـدث يفـوح بطيبـه النـد النـدي

جدثٌ يـرى فـي أرض طيبـة ثاويـاً

ومحلـه عـنـد الرفـيـق الأسـعـدِ

جـدثٌ يفـوق المادحيـن فوصـفـه

مُـعـيٍ لـكـل مـوجـز ومق