كَفِّي بِكَفِّكِ

عينــاها زرقاوتين أم خضــراءُ

لافــــــرقَ عندي فكلهــنَّ سواءُ

فالجميــــــلاتُ هُنـــا لا حدودَ لهم

نصفَهُنَّ شَجَىً . ونصفَهُنَّ حياءُ

إني لأصنعُ كــلَّ يـــــومِ قصيدةً

حتى يموتُ جــــوارهِا الشُّعراءُ

إني لأكتبُ ألفَ ألفَ روايــــةً

عذراءُ لاسيـــــفٌ بها ودمـــــاءُ

إني لأصنعُ من سمومِ حَبِيَبتي

شهداً . ومــــاءً يكــــونُ دواءُ

أبكيكِ لا . فـــأنتِ جَميــــلتي

ومليكتي . والنَجمَةُ البَيضــــاءُ

أبكيــــكِ لا . فــــأنتِ المُنتهى

وهويَّتي . والنخلــــةُ العليــــاءُ

أبكيكِ لا . فالبُكـــــاءُ يُمِيُتـــــكِ

ويشبُّ فيكِ خِنجَــــرٌ ورِثـــــاءُ

كفي بكفَكِ ما افترَقنا ســــاعَةً

فلماْ طاردتنــــا حَرائقٌ وجَفــــاءُ

إنِّي لأقـــلامي تُصارعُ بَعضَهــــا

فالكَلِمُ خـــــوفٌ . والأحْبــــارُ دِماءُ

إنِّي لقــــافيَتي تُرتِّبُ نَفسَهـــــا

فالقــــافُ حبٌّ . والبحورُ غِنــــاءُ

ياشمسَ شمسي ويارمالَ شواطئي

يانبضَ كَلِمي وخَيْمَتي السَّودَاءُ

نَظَّمــــتُ فيــــكِ كلَّ أشعارِ الهوى

ورويتُ عن أســـــلافِنا الأُمَــــراءُ

إنَّ الجبــــالَ أبيَّــــةٌ وعنيــــدةٌ

لاتصعـــــقُ قِمَمَهــــــا الأنواءُ

كان الشتاءُ يسيرُ مقتضيــــاً بِنا

وبِمعطَفي . والليلــــةُ الليــــلاءُ

والنجمُ . والقمــــرُ المواكبُ خَطْوِنا

ياويلَ ويلي . فكلُّهـــــمْ أعـــــداءُ

سأمُدُّ أشواقي كَمــــوجٍ هادئٍ

وبرَكبِهــــا فليَرحــــــلْ السُّعَـــدَاءُ

بقلم / محمد عبدالرحمن شحاتة

كَفِّي بِكَفِّكِ

كَفِّي بِكَفِّكِ

كَفِّي بِكَفِّكِ :: تعاليق