السيول في مصر " العريش"
M A S H Y :: قاعدة ماشى :: حال الدنيا
صفحة 1 من اصل 1
السيول في مصر " العريش"
عددها 156 مخر سيول.. بعضها يهدد شرق القاهرة تحقيق: نشوة الشربيني منذ وقوع كارثة السيول، في محافظات أسوان وسيناء والبحر الأحمر، وما خلفته من خسائر في الأرواح والممتلكات، لا تتوقف تحذيرات خبراء الأرصاد عن احتمال حدوث سيول جديدة حتي تتحرك الحكومة، من خلال المحافظات بالاستعداد الأمثل للتعامل مع مياه السيول، وذلك بإجراء صيانة دورية وفاعلة لمخرات السيول الموجودة بعدد 156 مخراً للسيل، في عموم محافظات مصر. لقد كشفت الكارثة، عن الإهمال تجاه مخرات السيول، وتراخي المحافظات عن صيانتها وإعدادها مع بدء فصل الشتاء، حتي حلت الكارثة، وانتفضت الحكومة في تحركات مرتبكة وغير مجدية، خاصة مع تكشف الحقائق التي تناولتها معلومات هيئة الأرصاد، ووزارة الموارد المائية، وخبراء مختصون، وتشابكت الاتهامات وتقاطعت المسئوليات، حول مدي القصور الذي أدي إلي ضخامة الكارثة. وطبعاً لأن الحكومة لا تتحرك إلا بعد وقوع الكوارث، وكونها تتعامل فقط في المناطق التي وقعت فيها، نضع تحت ناظريها خريطة مخرات السيول المهملة حول محافظات القاهرة الكبري، والموجودة في عموم حلوان وتهدد ملايين البشر والمساكن المقامة في مجراها، وتنذر شرق القاهرة كله، والمجتمعات العمرانية الجديدة فيها بكارثة، إذا ما هطلت أمطار غزيرة في المنطقة.. فمجري هذه المخرات مغلق تماماً بأطنان القمامة، فضلاً عن المدارس والمستشفيات والمساكن التي تصطف علي جانبي جميع المخرات، وفي مواجهة خطر السيل، إذا ما حدث لا قدر الله. ونتساءل: لماذا لا تتم صيانة المخرات بانتظام مع كل فصل شتاء؟.. ولماذا لا نستفيد بمياه السيول في زراعة الصحراء؟ حكومة التصريحات الوردية والشعارات الرنانة اكتفت كعادتها في كارثة السيول الأخيرة بمجرد تحركات ـ كرد فعل فقط ـ لما حدث، فيما وقفت موقف المتفرجين علي ما يعانيه المتضررون من العذاب والمرارة، أشكالاً وألواناً، بعد أن حاصرتهم الكارثة التي انضمت إلي قائمة الكوارث والأزمات التي صنعتها الحكومة وفشلت في إيجاد حلول لها علي الرغم من تحذيرات خبراء هيئة الأرصاد الجوية مسبقاً بأن السيول في طريقها إلي المحافظات، حتي إنها قالت في التحذير: »الأسوأ قادم«.. مؤكدة حدوث مفاجآت في التغييرات المناخية، وأنها ستتواصل في الفترة المقبلة، والغريب أن المسئولين لم يحركوا ساكناً تجاه تلك التحذيرات، حتي حلت الكارثة التي كان من المفترض أن يكونوا مستعدين لها، فنتيجة اللامبالاة وعدم الدراية وضعف الحكومة في مواجهة الأزمات والكوارث، إذن فالمواطن هو الذي يدفع ثمن الكوارث وما يتبعها من خسائر. والسؤال: هل يعقل أن ننتظر حدوث الكارثة، وبعدها نبحث عن حلول لها؟.. ومن المدهش أن التصريحات التي أعقبت كارثة السيول أن وزارة الموارد المائية والري أنفقت علي مشروعات الوقاية والاستفادة من مياه السيول خلال السنتين الماضيتين 270 مليون جنيه لتعويض نزع الملكية وتنفيذ المشروعات وأعمال تكسيات الجسور والصيانة والتطهيرات وعمل الدراسات وشراء المعدات والآلات اللازمة لتنفيذ المشروعات، كما أن هذه المشروعات تنفذ في إطار خطة خمسية للوقابة من السيول، بدأت منذ عام 2002 حتي عام 2003، باستثمارات بلغت 302 ملايين جنيه، وتستكمل بخطة ثانية من عام 2007 حتي عام 2012 باستثمارات 420 مليون جنيه، كما تم رصد 237 مليون جنيه أخري لمواجهة أخطار السيول بمحافظات شمال وجنوب سيناء في خطتها المستقبلية لتنفيذ عدد 200 خزان أرضي وسدود إعاقة حتي عام 2017، كما تم إصدار قرار بتكليف الأجهزة المعنية بالوزارة »مصلحة الميكانيكا والكهرباء« لرفع درجة الاستعداد بمراكز الطوارئ التابعة للوزارة المزودة بالمعدات التي تستخدم لمجابهة السيول وإجراء تطهير شامل لمخرات السيول لاستقبال المياه والبالغ عددها 156مخراً للسيل. فهل ستنجح الحكومة هذه المرة في أن تستعد لمثل هذه الكوارث؟.. وهل سيتم الاستفادة من كارثة السيول الأخيرة؟ من هنا كان لابد من إلقاء الضوء علي مخرات سيول محافظات القاهرة الكبري، خاصة مخرات سيول محافظة حلوان، نظراً لاعتبارها مشكلة خطيرة تهدد سكان هذه المحافظة إلي جانب كثرة وتشعب عدد مخرات السيول فيها، وما يثير مخاوف تتعلق بالمحافظتين المجاورتين القاهرة والجيزة. مخرات مسدودة بالقمامة جولة »الوفد« كشفت عن حالة من الرعب والفزع بين السكان المقيمين في المناطق السكنية التي تجاور مخرات السيول في محافظة حلوان وتخوفهم الشديد من حدوث كارثة نيلية قادمة، إلي جانب حالتهم الصحية المتدهورة، بسبب تواجد القمامة التي تملأ المخرات التي تقع علي جانبيها منازلهم، وهذا هو الحال في مخرات السيول في حدائق حلوان والمعصرة وطرة ووادي حوف وكوتسيكا وكفر العلو وجميعها بمحافظة حلوان. بدأنا جولتنا من أمام أكبر مخر سيول، وهو مخر سيول المعصرة ومن بعده مخر سيل حدائق حلوان، ومن الأمور الغريبة أن هذين المخرين تحيط بهما المباني السكنية المأهولة بالسكان، والممتدة إليها كل أنواع المرافق منذ عشرات السنين، والمشكلة الأكبر أن هذه المخرات يبدأ مجراها من الجبل، وتصب في نهر النيل مما تسبب في زيادة مخاوف المواطنين من حدوث كارثة سيول نيلية قادمة إذا ما فاض النيل وزادت معدلات الأمطار علي المنطقة، والغريب أيضاً أن هذه المخرات تحولت إلي مقالب للقمامة التي سدت مداخل ومخارج المخرات تماماً، التي تأخذ شكلاً منحدراً من الجانبين تملؤها القمامة بكاملها رغم عمقها الكبير، وهو ما يهدد بتلوث مياه النيل بمئات الأطنان من القمامة والحيوانات النافقة في حال جرفتها السيول إلي النهر. من ناحية أخري يكون لذلك مردود سلبي علي حياة ساكني مخرات السيول باعتبارهم أول المضارين من حدوث أي سيول محتملة قد تطولهم في الأرواح والممتلكات. مساكن ومرافق.. مهددة وعند مخر سيل طرة، ومخر سيل التبين، الأمر هناك لا يختلف كثيراً عن المخرات السابقة، حيث تقع علي مجراه المساكن المأهولة التي بنيت بجوار مخرات سيول طرة والتبين، وهكذا يقوم سكان هذه المناطق بملء هذه المخرات بالقمامة، بدون أن يعلموا أن هذه المخرات تعد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد حياتهم في أي وقت إذا ما فاضت الأمطار وتحولت إلي سيول، خاصة أن هذه المخرات تصب حتمياً في نهر النيل، كما لاحظنا بناء المستشفيات والمدارس كغيرها من المساكن مقامة في مجري مخرات السيول الأخري. والحال في مخر سيل وادي حوف الذي تحيطه المناطق السكنية وتملؤه القمامة، ولكن بصورة أقل بشاعة من المخرات السابقة، ولكن يفوق غيره من المخرات، حيث إنه أكثر عمقاً ولكن في النهاية يعرض سكان هذه المنطقة لمخاوف التضرر في حالة السيول. وعن مخر سيل كوتسيكا الموجود أسفل طريق الأتوستراد، الأمر هنا يختلف كثيراً فلا توجد مبان سكنية أو منطقة مهيأة لإقامة المواطنين فيها، كما أننا لم نجد سوي مخر سيل في مهب الريح، تحيطه أسوار وسدود وبناء من الطوب، يشبه الشكل الرباعي وتحيطه الصحاري من كل جانب، وتملؤه الرمال والزلط ويتعرض للعوامل والتغييرات الجوية المفاجئة مثل سقوط الأمطار الغزيرة في موسم الشتاء. تهديد للأرواح والممتلكات الدكتور علي قطب مدير عام التحاليل والتنبؤات بهيئة الأرصاد الجوية، أكد أن الأماكن التي يوجد فيها مخرات السيول تكون ذات طبيعة جبلية مرتفعة، هذه المناطق المرتفعة عندما تسقط عليها مياه الأمطار تتجمع بصورة غير تقليدية وتسير باتجاه شمال شرق القاهرة، بدءاً من المناطق الجبلية المرتفعة مروراً بالمناطق المخفضة وتجرف في طريقها كل شيء من المنازل والمستشفيات والمدارس، وغيرها وكلها خسائر في الأرواح والممتلكات. التنبؤ بالسيول الدكتور عصام الحناوي خبير الجيولوجيا والبيئة، قال: إن مصر لم تتعرض للسيول بصفة دائمة، ولو حدثت فعلي فترات متعددة، مثلاً مرة أو مرتين كل عدة سنوات، لذلك تبقي أهمية دور هيئة الأرصاد الجوية في التنبؤ بالتغيرات الجوية المفاجئة حتي نستعد لأي سيول محتملة. وأكد أنه يجب الاستفادة القصوي من مياه الأمطار والسيول وهذا يتطلب صيانة السدود والبحيرات الصناعية المخصصة لهذا الغرض، التي تسهم بشكل كبير في توجيه هذه المياه إلي الزراعات المباشرة فالغرض من هذه السدود التقليل من سرعة وتدفق المياه، كما تسهم في احتجازها لكل نقلل من آثارها الخطيرة علي الأرواح والممتلكات. صيانة مخرات السيول الدكتور يحيي القزاز، أستاذ الجيولوجيا، قال: إن مصر لم تتعرض للسيول بصفة دائمة، ومع ذلك يجب تحذير المواطنين من إقامة المباني في مجري أي مخرات السيول حتي لا تحدث الكوارث مثلما حدث في محافظات أسوان وسيناء والبحر الأحمر، والمناطق المقامة في مجري مخرات السيول مثل منطقة زهراء المعادي التي تم بناؤها في وادي دجلة بالقرب من منطقة شق الثعبان إلي جانب مناطق شرق القاهرة، خاصة المدن الجديدة ومناطق وادي حوف والمعصرة هذه كلها تحت تهديد السيول، إن لم تكن مخرات السيول تعمل بكفاءة كاملة، ويجري صيانتها دورياً، في فصول الشتاء وهنا يجب الاستعانة بالدراسات العلمية الموثقة للاستفادة بمياه السيول في مناطق مثل أسوان وسيناء والقاهرة، وكذلك الاهتمام بالمناطق الجديدة مثل مناطق القاهرة الجديدة ومدينة الشروق ومدينة العبور والعمل علي حمايتها من سيول غير متوقعة. زراعة الصحراء الدكتور أحمد الخطيب، الخبير الزراعي، أكد أن مياه الأمطار من الممكن أن تستخدم في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية نظراً لعذوبتها. الدكتور محمد نوفل، رئيس الإدارة المركزية للمياه والبيئة بوزارة الزراعة، قال: إن مناطق جبال الصحراء الشرقية هي المناطق المعرضة للسيول ومناطق الساحل الشمالي الشرقي مثل مدينة العريش ومناطق البحر الأحمر وأسوان ومناطق الساحل الشمالي الغربي يناسبان لإقامة خزانات لتخزين مياه الأمطار فيها، ويمكن أن تستخدم في زراعة المحاصيل التي تروي بمياه الأمطار، كما في بعض الدول مثل محاصيل الشعير والقمح. الدكتور كمال الدين ميلاد، أستاذ هندسة الري والصرف بهندسة القاهرة، قال: إن كمية مياه الأمطار تقدر في إحدي الدراسات بنسبة نصف مليار متر مكعب، وهذه النسبة قابلة للزيادة أو النقصان، وتصب في النهاية في نهر النيل، ومناطق سلاسل جبال البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء ووادي العريش، من المناطق التي تصلح لإقامة الخزانات فيها لكي يتم استخدام مياه الأمطار في الزراعة. أضاف: أنه يتم بالفعل تخزين مياه الأمطار عن طريق خزانات أرضية خرسانية تحت الأرض، سعة 1000 متر مكعب من مياه الأمطار ومن الممكن أن يستخدم الأهالي الخزانات ذات الحجم الصغير في الاستفادة من المياه المخزنة في الاستخدام الشخصي أو تربية الطيور والحيوانات، والحال هكذا في مناطق سلاسل جبال البحر الأحمر. وأكد أنه حالياً يتم دراسة أوضاع المناطق العمرانية الجديدة من قبل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للحماية من السيول مثل مناطق طيبة الجديدة بالأقصر والمنيا بالمنيا وأخميم الجديدة بسوهاج وأسيوط الجديدة بأسيوط.. والمهم جداً أن يبتعد المواطنون عن إقامة منازلهم في مجري مخرات السيول، وأن تقوم المحافظات ببناء ممرات أو سدود لتوفير سبل الحماية المناسبة حتي لا تحدث كوارث سيول أخري. | |
| |
M A S H Y :: قاعدة ماشى :: حال الدنيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى