ومر عام كامل

كنا
فى مثل هذة الايام نجلس لنتسامر ونضحك ونفيد ونستفيد ..لنتكلم ويعلو
البسمة شفتية الجميلتين ..فكانت هذة البسمة لاتفارقة ابداً ولهذة البسمة
احبة الجميع ..وكلامة الجميل الذى يملئ كل الارجاء من حولنا.

تقابلنا صدفة فى البداية
نجلس مع بعض فى المدرسة فأحببتة واحببنى وظلت علاقتنا مدى حياتة لا تنقطع
..وظلت الايام تدور وتدور ايام ثم أعوام وظللنا مع بعض طويلا...حتى جاء
يوم وقابلتة ..ومشيت معة لشراء بعض الحاجات لة ..ثم ذهبنا الى بيتة وظللنا
واقفين هناك نتكلم كما نتكلم مع بعض حتى جاء زملائة وأرادوا أن يأخذوة
معة..فقلت لة بان يذهب مع زملائة ..ويالايتنى لم أقل لة ..فلم افكر قط ان
هذة اللحظة ستكون اخر لحظة سأتكلم معة بها ..وقلت لة مع السلامة.

ومر هذا اليوم كأى يوم
عادى ..وجاء اليوم الثانى ليمر على سلامى لة 24 ساعة فأراة سائقا للسيارة
..من بعيد هو وزملائة ويظل اصدقائة واصدقائى يروة كل واحد منهم فى مكان
متغير..حتى جمعنا وجلسنا فى المكان الذى كنا نجلس فية دائما..لنتكلم ونضحك
..وفجأة

جأت
عربة الاسعاف ومرت من جنبنا ..حتى انها تركت المستشفى واستمرت فى طريقها
..ونحن نضحك ونقول "هى عربية الاسعاف نست المستشفى ولا اية"..لم يخطر
ببالنا قط انها ذاهبة لاحضار صديقنا الذى بين الحياة والموت ..فكنا نضحك
وصديقنا يتألم من شدة الالم ...وذهبنا كل واحد الى بيتة ..لينام على سريرة
الناعم ..ولا يعرف ان صديقة سينام اليوم فى قبر موحش ..وأستيقظت على بكاء
وصراخ امى وهى تقول لى "اصحى بيقولوا ان صاحبك مصطفى مات"...وكأن أحد
لطمنى بمرذبة على رأسى ..فلم استوعب الامر ابدا..ونزلت ومشيت فى الطرقات
لا ادرى اين اذهب ولا من اين أتى ..حتى وصلت الى بيتة ..ووجدت أناس يجلسون
على الكراسى فإزداد عدم استيعابى اكثر..وجأت الصدمة فلم افيق منها لمدة
اسبوع ..امشى فى هذة الدنيا لا اعرف ما يجب ان افعل لصديقى.

ومر عام على هذا اليوم
..عام ننتظر رؤيتة فلا نراة الا فى المنام ..كأنة يأتى لنا لنشعر انة
مازال بجانبنا..فلا نملك له الا دعاء ندعوة بة فى صلواتنا.

رحمك الله ياصديقى ..فقد ذهبت ..ولكن مازل قلبى يضع صورتك امامى ..ويتذكرها دائما بكل خيركنت تفعلة .

رحمك الله ..واسكنك الله فسيح جناتة ...وأسأل الله العظيم ان يجمعنا فى الفردوس الاعلى مع الصديقين والنبين والشهداء .